انتشر مؤخراً مصطلح "الذكاء الاصطناعي التوليدي" بالتزامن مع الثورة التي أحدثتها شركة أوبن إيه آي OpenAI في هذا المجال. وعلى الرغم من أنّ الذكاء التوليدي ليس جديداً تمامًا، إلا أنّ قدراته تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وجائت تحديثات شركة جوجل في الآونة الأخيرة بإطلاق نموذج Gemini 1.5 للذكاء الاصطناعي من أبرز الأمثلة على هذا التطور الملحوظ.
ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI |
تعريف الذكاء الاصطناعي والتوليدي
يشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي" إلى مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تمنح الآلات القدرة على أداء مهام معقدة مثل فهم اللغات وتحليل البيانات. أما الذكاء الاصطناعي التوليدي فهو نوع يركز على توليد محتوى جديد بناءً على فهم اللغة البشرية.
تطّور الذكاء التوليدي
شهد الذكاء التوليدي تطوراً ملحوظاً منذ 1990 بفضل ظهور تقنيات جديدة مثل الشبكات العصبية الاصطناعية. ومنذ 2020، أصبح المجال الرئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان أحد أبرز التطبيقات الجديدة هو ChatGPT الذي أطلقته OpenAI في نوفمبر 2022.
أسباب التطور
جاء هذا التطور الملحوظ في الذكاء التوليدي بفضل عوامل أساسية مثل: توفر البيانات الضخمة، وتطور الأجهزة الحاسوبية، والتحسينات في الخوارزميات مثل الشبكات العصبية، بالإضافة إلى النمو المتزايد في المشاريع مفتوحة المصدر. وتسعى في الوقت الحالي شركة اوبن ايه آي الى تطوير نموذجها الى GPT-5 بميزات هائلة.
كيف يعمل الذكاء التوليدي
تعتمد نماذج الذكاء التوليدي على الشبكات العصبية لتحليل البيانات وتحديد الأنماط، وذلك من خلال تدريب هذه النماذج على كميات كبيرة من البيانات مسبقًا.
أنواع الذكاء الاصطناعي التوليدي
ينقسم الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى عدة أنواع رئيسية:
- توليد النصوص: حيث تقوم نماذج الذكاء الاصطناعي بتوليد نصوص جديدة بشكل ذاتي بناءً على فهمها للغة البشرية. مثل: شات جي بي تي ChatGPT.
- توليد الصور: من خلال استخدام تقنيات مثل شبكات الخصومة التوليدية GANs لإنتاج صور جديدة وواقعية. وهنا جدير بالذكر ما قامت به جوجل بإنشاء نموذج Gemini لتوليد الصور وإنشاء المحتوي النصي.
- توليد الفيديو: باستخدام نماذج تحويل النص إلى فيديو مثل Sora لتحويل الوصف النصي إلى مقاطع فيديو.
- توليد الأصوات: من خلال تحويل النصوص المكتوبة إلى أصوات بشرية باستخدام تقنيات توليد الكلام.
- توليد برامج وشفرات: حيث تولد نماذج الذكاء الاصطناعي أكواد وبرامج جديدة بناءً على متطلبات المستخدم.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي
يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في العديد من التطبيقات منها:
- روبوتات الدردشة مثل ChatGPT و Gemini و Claude 3 التي تقوم بتوليد ردود ذكية على استفسارات المستخدمين.
- أنظمة تلخيص النصوص التي تقوم بإنتاج ملخصات آلية للنصوص الطويلة.
- أدوات توليد محتوى مقالات ونصوص إبداعية بشكل تلقائي.
- تطبيقات إنشاء الرسوم البيانية والصور والتصاميم بشكل ذاتي.
- مساعدين افتراضيين أذكياء في مجالات مثل خدمة العملاء.
- أنظمة ترجمة فورية متطورة تدعم لغات مختلفة.
- ألعاب فيديو ذكية تولد مستويات وشخصيات جديدة باستمرار.
والمجالات التي يمكن أن يستخدم بها الذكاء التوليدي لا تتوقف عن التزايد، حيث تتسع آفاق هذه التقنية الواعدة يوماً بعد يوم.
رغم الإمكانات الهائلة للذكاء التوليدي إلا أنه يواجه تحديات تتعلق بالأخلاق والمسؤولية والواقعية وحقوق الملكية الفكرية والأمان وعدم التحيز، بالإضافة إلى التنظيم القانوني.
شهد مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بتطور التقنيات وتوافر البيانات. ولكنّ هناك العديد من التحديات التي يتعين مواجهتها لضمان استخدام هذه التقنيات بمسؤولية ولخدمة البشرية.